الأربعاء، 7 أبريل 2010

كلب السيد


وضعوه في غرفة مظلمة حالكة السواد عندما كان جرواً صغيراً و انهالوا عليه بالضرب بكل وحشية ...لم يستطع إن يقاوم الضربات القاسية بأسنانه الصغيرة ....لكنه كرههم ...كره كل شيء ...حتي رائحتهم مقتها ...تمني إن يمزقهم بأنيابه ...غادرت البراءة قلب الجرو إلى الأبد ....حتي حضر هو ...السيد المطاع في القصر ....ربت عليه و أطعمه من يديه ...أخيراً استجابت السماء لصوت صراخ عواؤه المؤلم .....دربه ...كان يأكل بشراهة ...بعد شهور تضخم جسده .....و برع في التدريب حتي أصبح كلب سيد القصر المفضل ...استطالت أنيابه المخيفة و تضخم جسده و أصبح يرتعد من يسمع صوت نباحه يصدح في جنبات القصر ....طوق سيده عنقه بسلسلة ذهبية ....يرقد دوما تحت قدميه ...يحضرون له أفخر أنواع اللحم في الطبق الذهبي المكتوب عليه إسمه ...الكل يهابه....عندما غضب سيده على احد الخدم في القصر أمره إن يمزقه ...هجم عليه بكل قوته و أنشب أنيابه في جسده النحيل و رجت صرخات الرجل في القصر ...لم ينسي رائحة من ضربوه صغيراً ...ارتفعت الصرخات و علت صوت ضحكات السيد القابع على مقعده الوثير متوسطاً القاعة الرخامية ....أمره بالتوقف فجأة ...توقف ...ترك الرجل النازف على الأرض و ركض ليتناول قطعة اللحم الفاخرة من يده ....ربت عليه مستحسناً ....مزق الكثيرين بعدها ....عندما كان السيد يغيب عن القصر ...كان يتركه ليحمي قاعته الرخامية أخر بهو الأعمدة ....لا يسمح لأحد بالدخول ...حتي لزوجته ...أو أولاده ....كان يكره الجميع و يكرهه الجميع .....يجيء من رحلة صيده و يقذف إليه بأكبر قطعة من الفريسة ...جلس على مقعده الوثير يعب الشراب حتي ثمل كعادته ......في الصباح تعالت أصوات الصراخ و النحيب ...لقد مات السيد و تركه وحيداً ....إنشغل عنه الجميع ....جلس حزيناً يفكر في اللحم الغائب...في صباح إليوم التالي ...تحلق حوله كل من في القصر ....جذبه احدهم من طوقه بواسطة عصا طويلة شلت حركته ....لم يتمكن من تمزيق أحداً ذلك إليوم ...عند بوابة القصر ...لا يتذكر سوى ألم الركلة التي اطاحت به إلى وسط الطريق ...إنطلق يجري مذعوراً لا يلوي على شيء ....أصبح ألم الجوع قاسياً ....عند كومة القمامة في الطرف السفلي للمدينة ...نقب عن الطعام منعته الروائح الكريهة من أكل أي شيء ....إنصرف حزيناً ،،،،قبع على الأرض الترابية في سكون ....منتظراً ...مزقت سكاكين الجوع احشاؤه ....توجه إلى كومة العفن مرة أخرى ...بدأ في تناول البقايا ....سمع صوت زمجرة خلفه ....قطيع من كلاب الشوارع خلفه ....ينظرون له شذراً ...تعالي صوت الزمجرة ...و إشتبك الجميع في صراع دموي من أجل بقايا كوم العفن ....لم يصمد طويلاً ...تكاثروا عليه ...اثخنوه جراحاً ...إنسحب ليلعق جراحه في إنكسار ....إفتقد سيده و قطعة اللحم و طبقه الذهبي .....


كره قانون الشارع ...و قسوة كلاب الشارع ....لم يكن يعلم انهم أيضاً يكرهونه ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق