الأربعاء، 7 أبريل 2010

معارك طواحين الهواء


عندما تفتقد الموضوعية تبرز معارك طواحين الهواء التي لا تغني و لا تسمن من جوع و لا تشكل أي إضافة سواء للوطن أو للإنسان ....فالبعض سلفي بشكل أو بأخر ...فدراويش عبد الناصر ير فعونه إلى مصاف الملائكة و كارهي عبد الناصر يضعونه في خانة الشياطين ....و هذا يشكل سلفية مبنية على أساس العاطفة و ليس على أساس الموضوعية المفتقدة ....لكن إن تصل عدم الموضوعية و افتقاد العقلانية و المنطق إلى الحد إلى مطالبة البعض بهدم السد العالي لمجرد الكراهية و بمنطق إن علينا إن نهدم السد لأن إسرائيل من الممكن إن تقوم بقصفه هو منطق معوج في رايي الخاص لأننا إذا سرنا بهذا المنطق فعلينا هدم القناطر الخيرية أيضاً و تفكيك الصناعات الثقيلة و هدم الجسور و ردم قناة السويس و ربما نصل إلى تهجير الشعب كاملاً من أرضه التاريخية بمنطق خوفنا من إسرائيل و هو منطق يثير الإمتعاض و الإشمئزاز أكثر مما يثير التفكير و هو يشابه منطق هدم الأهرامات و أبوالهول لأنها أصنام و هنا القياس مع الفارق و قد يرغب اخرون في هدم القاهرة و الأزهر لأن من بناها كانوا الفاطميين الإسماعيلية و قد تطول القائمة لتشمل هدم و تفكيك البلاد بناء على مقياس الحب و الكراهية .....هذه مجرد عينة من المعارك الساذجة و غير الموضوعية التي تنتشر حولنا ......


و هي سلفية خطرة و لا تقل تطرفاً عن التطرف الديني و التطرف الإلحادي ....و برغم من إن الإلحاد يندرج تحت بند الحرية الشخصية و حرية الإعتقاد إلا إن البعض قد حوله إلى دين قائم بذاته و هم لايشغلهم سوى دين و معتقدات الأخرين و هو شاغلهم الأكبر إن لم يكن الوحيد و هم الوجه الأخر للمتعصبين الدينيين الذين ينصبون نفسهم حماة الإيمان و مقياسه و بإيديهم مفاتيح الجنة و النار ....و الطرفين سلفيين بنفس الشكل و إن كانوا على طرفي النقيض .....فمتطرفي الإلحاد يرجعون إلى كما قال ريتشارد دوكنز و الطرف الأخر يستند إلى كما قال الإمام و هم بذلك ينقلون رأي يحتمل الصواب و الخطأ لأنه رأي و إجتهاد إنساني ....المثير انهم ناقلين للرأي ....و إن كان هناك طريقتين في التفكير الأولي إن تصدق كل ما يقال إليك و بهذا فأنت تلغي عقلك الإنساني و تتنازل عن التفكير و تكتفي إن تنقل أراء غيرك كما هي و الطريقة الأخري إن تشك في كل شيء و هو ما قد يقودك إلى حالة مرضية من الشك و هنا يكون الحل في الموضوعية و اعمال المنطق و العقل لفهم و تفسير الأشياء ...فهناك دائماً طريق أوسط بين معسكري التطرف و بين الحب الأعمي و الكراهية البغيضة لكن هذا التيار يتعرض لضربات من الطرفين بلا هوادة و ذلك لأن غريزة الإستئصال هي المسيطرة فكل من ليس معي فهو ضدي ....و يجب محاربته بكل الوسائل حتي بالسباب و الشخصنة و الإستهزاء .....و هذا المنطق فشلت في فهمه فكيف لشخص يدعي إنه متدين إن يقوم بسب الأخرين و تكفيرهم بجرة قلم مع إن هذا الأمر منهي عنه دينياً و الأخرون أيضاً يضيقون بالرأي المخالف و يصفون كل متدين بالتخلف و إنه إرهابي محتمل حتي يثبت العكس فهم لهم وحدهم الحق في الهجوم على معتقدات الأخرين بحجة حرية التعبير لكن هذه الحرية مقصورة عليهم هم وحدهم .....تماماً مثل من ينادون بالحرية لكن ينادون بإستئصال تيارات سياسية و إجتماعية كاملة و ربما ينادون بإعدامهم بلا هوادة .....فالمجتمع الليبرالي الحقيقي لا يقوم على إستئصال الأخر بل يقوم على إحترام الأخر و إستبدال ثقافة الإستئصال بثقافة التعايش السلمي حتي و لو اختلفنا مع الأخر في توجهه الديني أو السياسي أو الإجتماعي ....

أما ثالث مثال هو الدعوة إلى إنشاء تحالف عسكري مصري إسرائيلي لمواجهة إيران أي إن يحارب محمد و جرجس كتفاً بكتف مع شيمون و كوهين ...هؤلاء يتجاهلون الخطر النووي الإسرائيلي القريب الذي يمتلك أكثر من مائة و ستون رأس نووي و مفاعل نووي قابع على حدودنا الشرقية و يركزون على خطر إيراني محتمل ...نعم إيران تتدخل في معظم الملفات الإقليمية بمنتهي الصفاقة في مقابل تعاملنا مع نفس الملفات بمنتهي السفاهة و هم يتحركون في الفراغ إلإقليمي الذي خلفناه على يد نظام منعدم الرؤى و فاشل داخلياً و إقليمياً فإيران و تركيا يسعيان لبسط نفوذهم إلإقليمي و الدولي على حساب فشلنا .....الموضوعية تنقذنا من هذه المعارك الوهمية الفاشلة و التي تتغذي على الكراهية و التعصب و الجهل و المنطق يؤدي بنا إلى الفهم و يساعدنا في طريقنا نحو بناء مجتمع صحي يسعنا كلنا ....و معظم ما يحدث حولنا من هذه المعارك هو نتاج إستبداد إستمر طويلاً و نظام سياسي فاشل إدي بنا إلى الهاوية....لكن الموضوعية و المنطق سينتصرون في النهاية برغم كل شيء أو هكذا أتمني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق