السبت، 24 أبريل 2010

الناطقون إفكاً....العابدون صنماً ....المتحجرون عمراً


...يخلط الكثير بين الكذب و الإفك...الكذب يحتوي على قليل من الحقيقة مضاف إليه الكثير من الإختلاق أما الإفك فهو كله محض إختلاق من الأول إلى الأخر و لا يحتوي على أي قدر من الحقيقة ...أما عبادة الأصنام فهي موجودة منذ فجر التاريخ حتى الأن ..ما تغير هو فقط طبيعة الصنم نفسه و ليس طبيعة العابد...فالصنم لم يعد خشبياً أو حجرياً...بل أصبح بشرياً أو مجرد فكرة ...يظل العابد لهذا الصنم أياكان يحرق أمامه البخور و يقدم له القرابين ....و يأخذ في النطق بالإفك و التحدث به شارحاً معجزاته و كراماته...فهو يبدأ بعبادة الصنم ليتحدث بالإفك و مع مرور الوقت يتحجر و يتكلس فكرياً و شخصياً .....و يتحول من ادمي إلى مسخ من المسوخ.......




و هؤلاء أبرز مثال لهم هم أعضاء الحزب الوثني الأنفلاتي...الذين يبرعون في أحاديث الإفك و عبادة الصنم و من طول وجودهم فقد تحجروا تماماً ....

أما احاديثهم فهي تبعث على الضحك تارة..و على الحزن تارة ...و على الإحباط تارات أخرى ....و هم لا يشعرون و إن شعروا لا يتوقفون أو يستحون ....

فهو لم يكن حزباً شعبياً بل هو فقط حزب الرئيس ....و الذي عاصر تأسيسه كان سيلاحظ إن أعضاء حزب مصر قد هرولوا للإلتحاق به لمجرد إنه حزب الرئيس فقط ....و اراهن إن الرئيس لو قرر إن يستقيل أو يعتزل رئاسة الحزب فإنه سيخلو من كافة اعضاؤه قبل حلول المساء ....

و الحديث المنطلق من أفواههم لا يمت للحقيقة بصلة فمقولة الريادة الإعلامية تسقط فور دخولك أي منزل ستشاهد أفراد الأسرة يشاهدون الجزيرة أو العربية ...فأي ريادة هذه ؟....ثم يحدثونك عن أزهى عصور الديمقراطية ...في وقت لم يحدث تداول للسلطة منذ ستين عاماً ....و مع وجود إنسداد سياسي و ثقافي و إجتماعي غير مسبوق خلال الربع قرن الماضي ....و لا أعرف عن أي واقع يتحدثون ؟...أما الشطط فموجود فأحد قيادات الحرس القديم وصف السيد الرئيس بأنه لا ينطق عن الهوى ....العجيب في الأمر إنه لم يجرؤ أحد سواء من شيوخ الفضائيات أو شيوخ التكفير على الإعتراض أو حتى امتلكوا الشجاعة على التعليق .....



و قد اتفهم ما يقولونه في ظل ما حصدوا من مكاسب و أرباح لكنني لا اتفهم الأعضاء الشباب الذين يرددون هذه الأقوال و يزيدون عليها .....

فأحد أعضاء الحزب الشبان كان يتناقش بكل ثقة و أنا أعلم كل العلم بأنه كاذب و يقول نحن الحزب الوحيد الذي له فكر قديم و جديد و عندما رد عليه الطرف الأخر بكل عقلانية و موضوعية ...انبرى مرة أخرى بأن التعليم أيضاً منهار في الولايات المتحدة و لا أعلم من اين أتى بهذا ....ثم زاد بأن الشعب المصري لم يكن غنياً يوماً ما حتى يصيبه الفقر....و لم أرى أو أسمع في حياتي قولاً أكثر إفكاً و إعوجاجاً من هذا .....أما أخوه المنضم لنفس الوثن ...فقد رد على إتهام التزوير بكل صفاقة...إن هذا ما سوف يحدث لكل من يقترب من صندوق الإنتخاب ...سنسحق عظامه......



كما قلت قد اتفهم ما يقوله الحرس القديم بإعتبارهم يحمون مكاسبهم و اتفهم ما يقوله الحرس الجديد رغبة في حماية احتكاراتهم و وراثتهم....لكن لا اتفهم هؤلاء الذيول الذي ليس لهم في العير أو في النفير ...ربما تسيطر عليهم عقد النقص و تدعوهم إلى التماهي و التوحد مع الوثن السياسي ....لإيهام نفسهم بأنهم جزء من السلطة و يمتلكون بعض من القوة الوهمية التي تغطي على ضعفهم .....و هو نوع من البشر أو إن شئت من سقط البشر ...يتكاثر كالذباب على الجيف .....و هم وحوش كرتونية تثير الضحك و الإشمئزاز أكثر مما تثير الإهتمام .....و هم منتشرون هذه الإيام يتحدثون بالإفك و يعبدون الصنم ......و سينتهي بهم الأمر إلى التحجر لا محالة....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق