الوسم


الوسم هو أثر الكي بالنار




لقد وطأ الإنسان الأرض لا يحمل أي علامات تميزه عن أقرانه و لم يكن يملك صك ملكية لأرض أو لأي شيء أخر ...لكنه عندما إكتشف إنه علي قمة السلسلة الغذائية تغير الوضع و تغير أكثر عندما بدأ احدهم في تسوير بقعة أرض مدعياً ملكيته لها و ذلك بإستخدام قوته الجسدية ففي عالم تسوده الأنياب و الأظافر يسود قانون الأقوي و هو ما يعرف بقانون الغاب ....



بإمتلاكه الأرض و قطيع من الماشية بدأ تاريخ الوسم ...فهو قد وسم قطيعه و وضع عليه علامته الخاصة ليؤكد ملكيته و ليميزه علي قطعان الأخرين و ما يسري علي الحيوان يسري علي الإنسان فهو في نفس الوقت وشم جسده بعلامات العشيرة و القبيلة حتي يؤكد انتماؤه لها و لتؤكد هي ملكيتها له في نفس الوقت .....



و بما إن الإنسان هو المفترس الأكبر علي هذا الكوكب فكان من السهل إن يفترس بني جنسه أيضاً ...فالأقوي هو السائد...و كما بدأ بالأرض و الماشية ...لم يكن من الصعب عليه إن يكون قطيعه البشري و يمتلكه و يوسمه كما وسم حيواناته .....و لأن لكل جريمة إنسانية لها دافع و مبرر أخلاقي يوفر لها الغطاء المناسب ....



الدافع كان الرغبة المتوحشة في السيطرة علي الأخرين و أيضاً ليقوم القطيع البشري بالعمل ليأخذ هو العائد و هو جالس في الظل يرقبهم أما المبرر الأخلاقي فهو لم يعدمه ....كان من السهل إن يقنع نفسه إن الأخر مختلف .....ليولد مجتمع العبيد الموسوم من قبل سيده ...و هذا السيد تم وسمه طبقاً لقانون القبيلة .....



و كما قال الزعيم الأمريكي الأسود مالكوم إكس هناك نوعين من الزنوج

زنجي الحقل و زنجي المنزل ....عبد الحقل يكدح تحت الشمس الحارقة و عبد المنزل يعيش تحت رجلي سيده في المنزل يأكل بقاياه و يلبس ثيابه القديمة و يجلد ظهور العبد الأخر إذا تمرد ...و هو يحب سيده أكثر مما يحب سيده نفسه فأذا مرض ...يقول سيدي هل نحن مرضي ؟....هذه اللحظة الذي يتوحد فيها العبد مع سيده ...و ما سيده إلا عبداً أخر ...بشكل أخر ....



و لقد تم إثبات إن الضحية تحاكي جلاديها ....تحاكيهم في القسوة و التعذيب ....و لضمان إستمرار النظام و لضمان إستمرار نمو القطعان البشرية كان يجب شيطنة الأخر و العمل علي تفكيك انسانيته ....فهو مصدر الشر ....هو أسوأ ...هو أقل...أقبح ...غير متحضر ...متوحش ...يجب السيطرة عليه في الأغلال أو ابادته...



في الفكر الديني فأن قابيل قتل شقيقه هابيل ....و نحن ببساطة أبناء القاتل...نحمل جيناته و ارثه ....بل نحن نمجد القاتل بإطلاق إسمه علي الصغار...نحن نمجد الصالب لا المصلوب ....



و تاريخ البشر هو تاريخ الدم بكل بساطة ليس أكثر من ذلك ...



و علينا إن نقف أمام المرايا لنري إسمالنا التي تفضح أكثر ما تستر ...لنري أثر الوسم علي جلودنا ...و من لم يجده عليه إن يشق صدره و يبحث عنه داخل نفسه فأن لم يجده ...فلينظر إلي يده فربما يجد عصا الوسم الحديدية بطرفها المتوهج في يده ....و ليعلم الجميع إن القانون الإلهي الأزلي سيطبق علي الجميع ...



من وسم يوسم و لو بعد حين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق