يخطيء من يظن إن الفاشية قد ماتت ،فهي لا زالت حية تسعي تنفث سمومها بيننا و تنشب أنيابها و مخالبها في جسد النخبة المصرية و يقود لوائها قادة ألوية التلون في التيارات السياسية المختلفة و هي لا تقل سلفية أو رجعية مع كثير من التيارات و التوجهات و لكن الجديد فيها هو إن حملة الألوية لا يفصحون عن نفسهم بوضوح كباقي التيارات السياسية و المدارس الفكرية بل ينتحلون صفة تيار سياسي أخر و يضعون قناعه و يرتدون رداؤه ليغرسوا رماحهم بكل حرية في الأخرين و بهذه الحيلة الدنيئة يروجون لأفكارهم و يدمرون التيار الذي يرتدون عبائته ليصلوا أو ليأكدوا الدولة الشمولية و يجسدوها بكل معانيها و أدواتها و هم الوجه الأخر القبيح للتيار التكفيري المسلح و الطرف الفاشي يلبس قناع الوطنية و يدغدغ مشاعرها و يثير خوف الناس من الوحوش الخرافية التي تهدد الوطن لذلك فهم يساندون الإعتقال و التعذيب و التنكيل و كبت الحريات و يدعون بكل وضوح لإستئصال الأخر و قمع كل من يخالفهم في الرأي بكل شراسة و هي قاعدتهم الذهبية من ليس معي فهو ضدي ...
فاشية يمينية متعصبة لأقصى درجة تماثل الفاشية اليمينية التي كانت منتشرة في جمهوريات أمريكا اللاتينية و لا ينقصهم إلا كتائب الموت و الإعدام لتصفية خصومهم لكنهم استبدلوا هذا السلاح بسلاح الإغتيال المعنوي فكل خصومة في الرأي أو الفكر أو التوجه تبدأ الكتائب في عملها في التخوين و بث الإشاعات و تلفيق الإتهامات و إثارة البلبلة .......
و من ضمن خدعهم تصوير الهزائم نصراً و الخيانة وطنية و الإسفاف ثقافة ...يدعون إلى حرية التعبير و الفكر و هم أشد أعدائها و أول المنقلبين عليها ..فهي حرية في إتجاه واحد فقط ....فهم المعلمون و الأخرون هم الجهلة و هذا يماثل مبدأ عبء الرجل الأبيض لكنه هنا عبء الرجل الفاشي الأخطر من ذلك انهم يدمرون التيار الذي ينتحلون إسمه بالباطل و هو منهم براء ....يروجون لشعار الإلحاد هو الحل مثل المعسكر الأخر الذي يروج لشعار الدين هو الحل ...يرون في الغرب كل خير و في بلادهم و موروثها الثقافي كل شر مثل المعسكر الأخر الذي يرى في الغرب مصدر الشرور......
ففي الوقت الذي يساندوا إنتفاضة الحرية في إيران يبررون قمع الحرية في الوطن و في الوقت الذي ينخر فيه الفساد عظام الوطن يغضون الطرف كأن شيئاً لم يكن .....و هنا لا ينطبق قانون الصدفة على هذه الألوية الفاشية بل ينطبق عليها قانون المرتزقة و انهم مجرد عرائس تحركها خيط لهدف تقويض التيار الوطني الحر من الداخل ليجنوا من وراء ذلك بعض الفتات الذي سوف يلقي لهم على الأرض من قبل أسيادهم الموجودين وراء الستار و إذا احترقوا أثناء لعبهم فسيتم القاؤهم كسابقيهم كالكلاب وراء الظهور......
لقد سقطت الأقنعة يا سادة و انتم الأن عراة ...
ليس هؤلاء فقط هم الفاشيون , واعتقد ان هذا المجتمع المريض لا يستطيع ان يحيا بدون فاشية تحت اى مسمى.
ردحذف