السبت، 17 أبريل 2010

اوعي القطر


...هريدي كل يوم يروح المحطة يستنى القطر ،يروح الصبح بدري و يروح أخر النهار ...كل يوم عمره مافوت يوم ...من هو صغير لحد ما بقى راجل كبير ...ساب مدرسته و هو عيل عشان يروح يستنى القطر ....و ما تعلمش صنعة عشان يروح يستنى القطر ...و في يوم سأله ناظر المحطة ...إنت يا ابني كل يوم باشوفك واقف على رصيف المحطة ..ياترى مستني مين ؟ قلب هريدي حواجبه و رد عليه بأشمئناط ...مستني أبا الحاج حسين ...عمي أخو أبويا اللي عايش برة...نفس الكلام قاله لناظر المدرسة لما ساب الدراسة ...لما قاله ليه يا هريدي هاتسيب المدرسة دة إنت حتى شاطر ...رد هريدي من طراطيف مناخيره ....أنا عندي حاجة أهم لازم أروح أقابل أبا الحاج حسين في محطة القطر ....حتى لما راح يتجوز و سألوه بس يا هريدي إنت لا شغلة و لا مشغلة ...حتى قيراطين الأرض اللي ورثتهم عن أبوك مأجرهم....رد برضه أصلي مش فاضي مستني أبا الحاج حسين في المحطة .....المهم اتجوز و في يوم الصباحية سعدية مراته لاقته بيلبس هدومه و خارج ...إتعصبت عليه و قالت له ...راح فين يا راجل على الصبح ؟....إتخلق عليها و قال لها ....جرى إيه يا ولية ...مش لازم أتأخر على ميعاد القطر .....و لما كانت تطلب منه أي حاجة ....كان يقول لها بكرة أبا الحاج حسين ييجي من بلاد برة و معاه فلوس خضرة و هايجيب لنا كل اللي نفسنا فيه ....و بعد ما خلف هريدي ابنه محمد ...و بقى أبو محمد فضل على نفس النظام ...و بعد ما محمد كبر شوية بقى ياخده معاه المحطة عشان يستنوا القطر سوا....و لما محمد طلب منه يجيب له بدلة ظابط زي إبن العمدة عشان يلبسها في العيد ...قال له بكرة جدك الحاج حسين يوصل بالسلامة و يجيبلك البدلة اللي نفسك فيها .....و أم محمد كان نفسها في حتة جاموسة تحلبها و تعمل شوية زبدة و جبنة ...كان يطلع فيها و يقول لها بكرة أبا الحاج ييجي و أجيبلك بدل الجاموسة عشرة ....و أشتريلك بيت على الترعة و كم حتة صيغة و أخليكي ست البلد كلها ....دة انتي غالية عليا جوي جوي يا أم محمد .....و عشان أم محمد غلبانة و منكسرة و بترضي بقليلها و نفسها تربي الواد الحيلة و تجيب الجاموسة ....صدقته و كل يوم و هو خارج ....تدعي له ....روح يا أبو محمد ربنا يكرمك و يجيب أبويا الحاج حسين من الغربة سالم غانم ....يا قادر يا كريم .....


و لما نسوان البلد يتريقوا عليها .عشان هريدي ما بيشتغلش ...كانت تقول لهم ...ليه هو جوزي صايع ....بكرة الحاج ييجي و أوريكي يا بلد ......

و في يوم من الإيام وصل تلغراف لهريدي إن الحاج حسين جاي كمان إسبوع ....زغردت أم محمد ....و راح هريدي باع القيراطين اللي حيلته و بيض البيت و إشترى للواد محمد جلابية و إشترى قفطان معتبر ....و طول الليل مانمش...و قعدت أم محمد تقول له ...الحمد لله ربنا عوض صبرنا خير يا أبو محمد .....حتى الواد محمد نام يحلم ببدلة الظابط اللي نفسه فيها .....

و راح هريدي المحطة من بدري ....و جة القطر بس ما وقفش في المحطة أصله قطر توربيني مش قطر مراكز ....و لما شاف هريدي أبوه الحاج حسين لابس برنيطة و قاعد طب ساكت من القهرة.......

و بعد الدفنة أم محمد اللي كانت بتعيط على ميلة بختها ...لقت الواد محمد ابنها بيقول لها عارفة يا اماي لما أكبر و اتجوز و أخلف عيل هاجول له أوعى يا ولدي الجطر ....الله يجطع الجطر و بلاويه و اللي بييجي منيه..........



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق