الفراغ


القي بنفسه علي السرير كعادته ....محدقاً في السقف ....محدقاً في الفراغ ....




نفث الدخان من صدره ....خرجت خطوط تتقاطع...تتوازي ...تتجاذب و تتنافر ...

تتداخل الدوائر و تتهادي ....لترسم صورة هلامية داخل الفراغ ....



تتشكل انعكاسات من إنبعاثات صدره ....ظل محدقاً ....ترائت له كائنات خرافية ...تركض ....تمرح ...تتعابث .....



رأي كوابيسه المتوحشة ....تطارد أحلامه الوديعة .....شهد المطاردة ....تعجب و إندهش .....إبتسم ....عندما هربت الأحلام من كوابيسها .....



ظل الدخان ....يرسم له ....صورة غجرية تتراقص ...على دفوف العشق ....و تتمايل علي طبول الحس .....



المشهد أصبح يجذبه .....إندمج في هذه الغابة الرمادية ....أصبح جزء منها ..



توقف الدخان فتوقف الرسم .....ظل محدقاً في الفراغ حتي رأي الفراغ يحدق به ....



أطلق زفرة طويلة ....فخرج زفيره طائراً نارياً .....محلقاً .....



أغمض عينيه المسهدتين حتي لا يري الفراغ ....لكنه ظل يسمع ضحكات الفراغ الساخرة تتردد في أذنيه ....لتذكره إنه لا يزال موجوداً.....