الطابور الخامس هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 م. و استمرت ثلاث سنوات و أول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الوطنية الفاشية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار و قال: إن هناك طابورًا خامسًاً يعمل مع الوطنيين ضد الحكومة الجمهورية من داخل مدريد و يقصد به مؤيدي الحركة الفاشية من الشعب.
لكن الطابور الخامس لدينا مختلف عن التعريف السابق فهو يخدم مصالح أعداء ليس الحركة الوطنية فحسب بل أعداء الوطن ككل ....فالأعداء هم الأصدقاء و الأصدقاء هم الأعداء....
إن أكبر جريمة ترتكب هي جريمة التبرير ...تبرير القمع ...تبرير الإستبداد ...تبرير الفقر ....كيف لأمة عظيمة كأمتنا المصرية إن تنهض من الركام في ظل كل هذا التبرير و التدليس المتواصل بواسطة هذا الطابور الغير وطني الذي تقود ألويته الفاشية الجديدة لتدمير كل محاولة للنهوض ...من المخل بمكان إن نظن انهم انما يفعلون ذلك من أجل مصالح خاصة ضيقة ربما بعضهم لكن قادة الألوية يعرفون انهم يخدمون أعدائنا بكل وضوح و للدلالة على ذلك نقول لم يذكر لنا التاريخ عن أمة انتصرت أبد الدهر و طبيعي ان يتم هزيمتنا من وقت لأخر ....دخل الألمان باريس و لم تمت فرنسا و دخل الحلفاء ألمانيا و لم تمت ألمانيا ....لذلك فأن تسويق المباديء الإنهزامية و ترويجها بإستمرار لا يتسق مع معطيات الوطن و لا مع امنياته...و التحجج و التشدق بكلمة الأمر الواقع هي قمة التزوير فلا يوجد أمر واقع جامد لا يمكن تغييره هذا ضد سنن الكون المعروفة....
يظهر دور هذا الطابور و قادة ألويته بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان و المتابع للأحداث سيجد معارك طواحين الهواء مشتعلة بين اشقاء الوطن الواحد و هي معارك بها طحن و لا تنتج طحين ....لا مكان فيها للموضوعية و يتدني فيها الحوار إلى أقصى درجة و المقصود بإشعالها إلهائنا عن محاولة التكاتف و التوحد لإنقاذ هذا الوطن من براثن الفقر و الجهل و المرض و هذا هو الأهم ....الشعب يحتاج من يستمع إليه لا إلى من يسمع له ...يحتاج إلى كوب ماء نظيف ...يحتاج إلى من يمسح دموعه لا إلى من يتسبب في انهمارها كالمطر.....و افة الأشياء التعالي على الناس و إحتكار الحقيقة و المعرفة ....إن إحتقار الشعب و موروثه الثقافي و الديني لن يؤدي إلى نتيجة بل إلى هوة سحيقة ....لا يحتاج الناس إلى فهم الحداثة و ما بعد الحداثة و العولمة بل يحتاجون فهم لماذا هم فقراء و جهلاء و مرضي في وطن يفيض بالخيرات و الثروة ....يتبني هذا الطابور خطاب صدامي ضد المجتمع و بالتالي يقابله المجتمع إما بصدام مقابل أو بالإنصراف عنه ....لا يحتاج الناس إن يكونوا حاصلين على أعلي الدرجات العلمية حتي يتبينوا الفساد و الإفساد المحيط بهم ......
في زمن اغلقت أبواب الوطن منذ زمن بعيد و نما التطرف في الإتجاهين ما نحتاجه إليوم هو فتح نوافذ و أبواب هذا الوطن لدخول الهواء النقي حتي تخرج الحشرات و البكتيريا الضارة من جسده ....
أما الطابور الخامس و قادة ألويتهم سأقول لكم انها معركة لن تكسبوها أبداً ....اهتفوا كما شئتم ....زوروا و دلسوا كما شئتم ...اشعلوا معارك طواحين الهواء في كل مكان .....ستخسرون في النهاية ....فللوطن رب يحميه و في الوطن رجال تفديه ...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=203615
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق